الكورونا تتسبب في أزمة ضخمة لشركات الطيران
يوم الأربعاء الموافق 1 إبريل - مع استمرار انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، تكاد تتوقف الرحلات الجوية التجارية بشكل شبه تام، في وضع بلغ من الصعوبة أن يصف رئيس الاتحاد الممثل شركات الطيران العالمية الأشهر القليلة الأخيرة بأنها "أعمق أزمة على الإطلاق يواجهها القطاع".
يكشف تحليل قد أجري لبيانات من فلايت أوير، التي ترصد حركة الرحلات الجوية في الزمن الحقيقي، عن سلسلة من التراجعات المتتابعة والعنيفة في الرحلات الجوية في أربع مناطق رئيسية، كما سعى المسؤولين لاحتواء التفشي.
ففي الفترة من 24 مارس إلى 30 مارس، رصدت فلايت أوير حوالي 280 ألف رحلة جوية، بانخفاض 500 ألف رحلة تقريبًا عن نفس الأسبوع قبل عام.
وفي أواخر مارس، أشارت تقديرات الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) إلى أن فاقد الإيرادات بسبب فيروس كورونا سيتجاوز 250 مليار دولار في 2020، وناشد الحكومات تقديم دعم مالي فوري للقطاع.
وقال الإتحاد معلقًا على هذه الأزمة قائلًا، إن الأزمة الحالية أسوأ بكثير وأوسع نطاقًا من الفترة التالية لهجمات 11 سبتمبر، وذلك عندما فقدت شركات الطيران الأمريكية إيرادات قاربت 19.6 مليار دولار في 2001 و2002. وبعد الهجمات، قدمت الحكومة الأمريكية 15 مليار دولار لشركات الطيران في صورة تعويضات وضمانات قروض.
وقال ألكسندر دو جونياك رئيس إياتا، أن شركات الطيران تسعى بشكل كبير للبقاء حتى في أوقات من أصعب ما يمكن تصورها، و لدينا ما يمكننا من ذلك من عاملين وخبرة ولكن، ولكي أكون صريحًا تماما، ليس لدينا المال.
صوّت الكونجرس الأمريكي في 27 مارس لمنح قطاع الطيران في الولايات المتحدة حزمة إنقاذ بقيمة 58 مليار دولار، وحصلت الخطوط الجوية السنغافورية على حزمة تمويل بقيمة 13 مليار دولار قادتها شركة الاستثمار الحكومية (تماسيك) والتي تحوز أغلبية فيها.
ونتيجة للقيود على حركة السفر التي تفرضها الحكومات في أنحاء العالم، فإن عدد شركات الطيران التي توقف تحليق أغلب طائراتها أو جميعها، قد ازداد بشكل سريع للغاية خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وفي الشرق الأوسط، قامت كبرى شركات الطيران بتعليق جميع رحلات الركاب، بما في ذلك طيران الإمارات وفلاي دبي والخطوط الجوية العربية السعودية. وقلصت العال الإسرائيلية جدول رحلاتها، وأوقفت الخطوط الجوية التركية جميع الرحلات الدولية بدءًا من 27 مارس.
أما بالنسبة لنقل البضائع واستيرادها عبر الطائرات، حتى الآن، لم يتأثر عدد رحلات الشحن الجوي تأثرًا يذكر بقيود السفر. وتشير بيانات فلايت أوير إلى أن الرحلات التي تسيرها الناقلات المتخصصة في الشحن، ونقل الطرود مثل أطلس وبولار وفيديكس ويو بي إس إلى الولايات المتحدة ومنها انخفضت في بادئ الأمر خلال الأسبوع الأول من فبراير 2020. وقال محلل القطاع آندرو شارلتون إن التراجع الذي ارتبط بعزل إقليم (هوبي) يبرز مدى أهمية الصين بالنسبة للتجارة العالمية.
لكن البيانات أظهرت أنه بعد ذلك بفترة وجيزة، عادت رحلات شحن البضائع للولايات المتحدة إلى مستوياتها السابقة. ولأن طائرات الركاب تحمل حوالي نصف إجمالي الشحنات المنقولة جوًا عالميًا، فإن وقف تحليق تلك الطائرات زاد الطلب على طائرات الشحن. ونتيجة لذلك، أصبح بعض شركات الطيران التجارية مثل : أمريكان ودلتا و فيرجن أتلانتيك، يستخدموا طائرات نقل الركاب لمجرد شحن البضائع.